الأحزاب
من العصر الحديث أصبحت الأحزاب
من أهم مؤسسات النظام السياسي .. وبظهور الأحزاب أصبحت الممارسة السياسية لفئات
المجتمع بشكل عام متاحة من خلال هذه الأحزاب , بعد إن كانت السياسة وممارستها
مقصورة على صفوة المجتمع التي كانت كثيرا ماتتعالى على عامة الشعب
تعريف الأحزاب
الحزب السياسي هو تنظيم
دائم يتم على المستويين القومي والمحلى .... يسعى للحصول على مساندة شعبية بهدف
الوصول إلى السلطة وممارستها من اجل تنفيذ سياسة محددة
فالأحزاب هي قنوات
للتعبير , أنها أداة أو هيئة للتمثيل الشعبي تقوم بالتعبير عن مطالب اجتماعية
محددة
نشأة الأحزاب السياسية
اتفق المؤرخون على أن
عام 1907 هو البداية الحقيقية لنشأة الأحزاب السياسية في مصر وأيضا للتعدد الحزبي في
مصر
ففي عام 1907 وفى الربع
الأخير منه أي منذ مائة وخمسة عشر عاما وتحديدا 2 سبتمبر عام 1907 كانت ولادة أول
حزب سياسي تشهره مصر وهو حزب الأمة
وفيما يلى سنعرض مراحل نشأة
الأحزاب السياسية في مصر
المرحلة الأولى
لنشأة الأحزاب السياسية
شهدت المرحلة الأولى لنشأة
الأحزاب السياسية تأسيس وقيام ثلاثة أحزاب وهم
(1) حزب الأمة في شهر مارس
من عام 1907 قامت مجموعة من الأعيان وكبار الملاك بإصدار صحيفة تحت مسمى الجريدة
وتولى رئاسة تحرير الجريدة احمد لطفي السيد
ويعتبر حزب الأمة حزبا معبرا وممثلا للصفوة أو النخبة
الثرية أو ذات التعليم المتميز ونشأ الحزب يحمل قضية الاستقلال .. وكان يعتبر أن
الاحتلال أمرا واقعا وبالتالي يجب مجابهة هذا الأمر والسعي لتغيره بشكل متدرج لان مقاومته
يجب أن تتم من خلال نهضة الأمة . ونشر التعليم ورفع مستوى الوعي الوطني بالقضية ..
حتى يتم الوصول إلى الحصول على الاستقلال عن الدولة العثمانية وانجلترا
(2) الحزب الوطني في اجتماع شعبي بمسرح زيزنيا بالإسكندرية
وفى يوم 22 أكتوبر من عام 1907 وبرئاسة الزعيم مصطفى كامل .. أعلن عن إنشاء الحزب الوطني
.. ومطلبه الاساسى هو أجلاء الاحتلال البريطاني عن مصر .. أي أن محور برنامجه هو قضيتي
الاستقلال , والجلاء الانجليزي والدستور
وهو ما كان واضحا في سياسة ومنهج جريدة اللواء التي كانت
لسان حال الحزب والمعبرة عنه وعن برنامجه وسياسته
وكان الحزب الوطني هو صاحب الجماهيرية العريضة بفضل
شعبية الزعيم مصطفى كامل
وقد خلف الزعيم في رئاسة الحزب الزعيم محمد فريد وذلك في
14 فبراير عام 1908
(3) حزب الإصلاح على
المبادئ الدستورية
وفى 9 ديسمبر من عام 1907 أسس الشيخ على يوسف صاحب جريدة
المؤيد الحزب ليكون مؤيدا للخديوي عباس حلمي الثاني وليكون في مواجهة حزب الأمة
والحزب الوطني
وقد ربط رئيس الحزب الشيخ على يوسف وهو في نفس الوقت
رئيس تحرير جريدة المؤيد, بين حقوق الخديوي عباس حلمي الثاني وبين حقوق ألأمة
المصرية ولم يلقى الحزب أي ترحيب أو تأييد من جماهير الشعب المصري بل كان هناك
عزوف تام عن الحزب ... وكانت نهاية الحزب وأختفائة من الحياة السياسية بوفاة رئيسة
ومؤسسة عام 1911
ملاحظات هامة عن
المرحلة الأولى
الملاحظة . الجريدة بالاهتمام والتسجيل و أن الأحزاب
المصرية التي نشأت فيما قبل الحرب العالمية الأولى ... والتي تعتبر أيضا أول تجربة
حزبية عرفتها مصر في تاريخها الحديث وهى المرحلة الأولى لنشأة الأحزاب السياسية في
مصر
أن أحزاب هذه المرحلة صاحبت أو تابعت أو كانت تالية
لظهور الصحف الكبيرة التي صدرت في هذه الفترة وهى صحيفة المؤيد التي صدرت عام 1889
, واللواء التي صدرت عام 1900 وصحيفة الجريدة التي صدرت في عام 1907
·
فقد صاحب ظهور جريدة , الجريدة , حزب الأمة
·
وصاحب ظهور جريدة , اللواء , تأسيس الحزب الوطني
·
وأسس صاحب جريدة , المؤيد , حزب الإصلاح على المبادئ
الدستورية
وهذا الذي حدث مع نشأة الأحزاب
المصرية عكس تماما ماحدث مع نشأة الأحزاب الأوربية فقد نشأت الأحزاب الأوربية أولا
ثم أصدرت هذه الأحزاب بعد تأسيسها واستقرار أوضاعها الجرائد الناطقة باسمها والمعبرة
عن هذه الأحزاب وبرامجها وسياستها
وقد استمرت المرحلة الأولى
التي شهدتها الحياة السياسية المصرية في الفترة من عام 1907 حتى قيام الحرب
العالمية الأولى عام 1914
أي إن هذه المرحلة من
عمر أول تجربة حزبية تشهدها مصر لم يتجاوز عمرها ثمانية سنوات
المرحلة الثانية لنشأة الأحزاب السياسية
المرحلة الثانية من
مراحل نشأة الأحزاب السياسية في مصر امتدت من عام 1919 بعد الحرب العالمية الأولى
وحتى ثورة 1952 أي إن هذه التجربة الحزبية والسياسية والتعددية قد استمرت لأكثر من
ثلاثة عقود ( 34 )
ثورة 1919 وظهور الوفد
ورغم إن ثورة 1919
تعتبر أنها ابرز الثورات الشعبية في تاريخ مصر , ونضال شعب مصر , على مر التاريخ فإنها
تعتبر علامة فارقة في تاريخ مصر السياسي والحزبي
في هذه المرحلة (
الثانية ) من نشأة الأحزاب السياسية ولان ثورة 1919 كانت ثورة شعبية ولان ثورة
1919 كانت ثورة شعبية عن جموع الشعب المصري
, فقد كان هذا سر تأثيرها على الحياة السياسية مما جعلها ترتبط بمكانة التنظيمات والأحزاب
بعد ذلك
وكان هناك موقف أخر ..
اثر بشكل مباشر على التطور السياسي والاجتماعي والحزبي وهو إلغاء الحماية
البريطانية على مصر ثم إصدار تصريح 28 فبراير عام 1922 وهو الذي اعترفت فيه
انجلترا باستقلال مصر .... ثم صدور دستور 1923 ,,, ثم تشكيل الوفد كوفد في نوفمبر
عام 1918( كوكالة شعبية ) عن الشعب للمطالبة بالاستقلال كاملا والتفاف الشعب المصري
حوله حتى أنه أصبح الرمز السياسي للحركة الوطنية المصرية
وبعد أكثر من خمسة
سنوات على ظهور الوفد كتجمع شعبي يطالب بالاستقلال ..... ظهر الوفد كحزب سياسي بعد
أول انتخابات برلمانية تتم بعد صدور دستور 1932 وكان الاجتماع الأول بمجلس النواب
يضم أعضاء الوفد بمجلس النواب ومجلس الشيوخ
وأصبح الوفد في ذلك
الوقت صاحب الأغلبية المطلقة بدون منازع فعليا ولكن ذهبت عنة الأغلبية المطلقة بعد
ذلك نتيجة التدخلات من جبهة 2000 ونتيجة الانشقاقات عنة من جبهة أخرى
؟ والجدير بالذكر أن
هناك ملاحظه هامة رصدها الكثير من المتابعين وهى أن برنامج حزب الوفد كان صورة شبة
كاملة لبرنامج الحزب الوطني الذي اسسة الزعيم مصطفى كامل ؟؟؟؟
الأحزاب المنشقة عن الوفد
كان أول انشقاق شهده
الوفد هو خروج مجموعة حزب الأمة الذي كان قد تكون عام 1907 وكان الخروج للقادة
وكافة مؤيديهم .. وكان ذلك الانشقاق الحزبي الأول الذي تم في حياة ووجود زعيم
الوفد سعد زغلول وكان ذلك قبل أن يتوفى في أغسطس عام 1927
وقد خلف الزعيم سعد
زغلول في رئاسة الحزب الزعيم مصطفى النحاس
· حزب الإخوان الدستوريين
أول الأحزاب التي تأسست انشقاقا عن الوفد وكان ذلك عام
1922 وهذه المجموعة المنشقة سواء كانوا قيادات أو أعضاء هم أصلا يمثلون حزب الأمة
الذي أسس عام 1907 بل كان أول الأحزاب التي عرفتها الحياة السياسية والحزبية في
مرحلتها الأولى وانضموا وقتها عند الإعلان عن أنشاء حزب الوفد بعد ثورة 1919
· حزب الأحرار الدستوريين
خلال المفاوضات مع الانجليز نشبت خلافات حادة بين قيادات
الوفد بقيادة الزعيم سعد زغلول والذي كان متشددا في المفاوضات بينما رأى التيار الأخر
أنه لابد من إبداء المرونة والميل للحلول الوسطى وكان هذا التيار يمثله عدلي يكن الذي
اتجه لتشكيل حزب جديد منشقا عن الوفد وكان ذلك عام 1922 واستمد الحزب الجديد برنامجه
واعتداله من برنامج وأفكار حزب الأمة وكان يمثله يضم النخبة
وقد انضم لعدلي يكن في حزبه الجديد عدد من كبار المفكرين
أمثال الأستاذ /احمد لطفي السيد ومحمد والأستاذ / محمد حسنين هيكل والأستاذ / طه
حسين وكلها رموز تعبر عن الفكر الليبرالي الذي يرفض اى تقيد للحرية
· انشقاقان آخران
انشقاقان آخران عن
حزب الوفد يسفران عن حزبان جديدان يتم تأسيسهم بعد الخلاف على النفوذ .. اى
صراع على السلطة والقيادة
· حزب الهيئة السعدية
يمثل الحزب الجديد اثنين من ابرز القيادات الوفدية وهما
احمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي وقد حرص الاثنين ( النقراشي واحمد ماهر ) على أنهم
يؤكدا على انتمائهم إلى ثورة 1919 والى الزعامة التاريخية للوفد وهو الزعيم سعد
زغلول .. وذلك كانت التسمية الهيئة السعدية لتأكيد هذا الانتماء .. ليس حزبا فقط
ولكن الأعضاء أنفسهم وكان يطلق عليهم السعديين
· الكتلة الوفدية
الكتلة الوفدية هي الحزب الثاني بعد الهيئة السعدية الذي
تأسس برئاسة مكرم عبيد الذي انشق عن الوفد في الوقت الذي كان فيه الزعيم مصطفى
النحاس رئيسا للوزراء
واصدر مكرم عبيد الكتاب الأسود عن بعض القيادات والوزراء
واتهمهم بالفساد واستغلال النفوذ والإثراء غير المشروع وذلك تكسبا من مواقعهم
الوزارية
وأيضا أكد مكرم عبيد على انتمائه إلى حزب الوفد وذلك مما
وضح في اختياره لاسم الحزب
· أحزاب وتنظيمات أخرى
شهدت المرحلة الثانية أو التجربة الثانية لنشأة الأحزاب السياسية
في مصر ... أحزاب أخرى غير حزب الوفد والأحزاب التي انشقت عنه .. وهذه الأحزاب عكس
الأحزاب السابقة الإشارة إليها ولا تنتسب إلى ثورة (1919 ) بل يمكن حسابها على
الملك والقصر أو قل أنها مرتبطة بالملك مثل
·
حزب الاتحاد
بزعامة يحيى إبراهيم
·
حزب الشعب بزعامة إسماعيل صدقي
وخارج الأحزاب التي شهدتها المرحلة الثانية لنشأه الأحزاب
كانت هناك تنظيمات ذات طابع ايدلوجى خاص بها .. اى لها فكرها الخاص بها مثل
·
تنظيم الإخوان المسلمين
·
تنظيم مصر الفتاه
·
التنظيمات الشيوعية المختلفة
وكانت هذه التنظيمات تعمل تحت الأرض
· أحزاب تشكل وزارات
شهدت الفترة من عام 1024 حتى عام 1952 تشكيل العديد من
الوزارات أو تشكيل أحزاب أو تمثيل ائتلاف من عدة أحزاب سياسيه أو وفقا ( للنتائج
الانتخابية ) غير حزب الوفد الذي كان له نصيب الأسد في تشكيل الوزارات وترأس الوزارات
الحزبية كلا من سعد زغلول ومصطفى النحاس زعيما حزب الوفد وعدلي يكن زعيم حزب الأحرار
الدستوريين واحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي وإبراهيم عبدا لهادى زعيما حزب الهيئة
الوفدية أو الكتلة الوفدية
وإسماعيل صدقي وعبد الفتاح يحيى زعيما حزب الشعب كما
تشكلت بعض الوزارات المستقلة أو شبة المستقلة من غير زعماء الأحزاب مثل احمد زبور
, وعبدا لخالق ثروت , ومحمد توفيق نسيم , وعلى ماهر , وحسين صبري , وحسين سرى ,
واحمد نجيب الهلالي
· اختفاء الأحزاب
السياسية
اختفت الأحزاب من الحياة السياسية في الفترة من 1952 إلى
1978 أي أكثر من ربع قرن من الزمان ولم تشهد الحياة السياسية خلال هذه الفترة غير
نظام الحزب الواحد الذي يرأسه رئيس الجمهورية
وأخذت هذه التنظيمات عدة إشكال ومسميات مختلفة على النحو
التالي
* هيئة التحرير
* الاتحاد القومي
* الاتحاد الاشتراكي العربي
· المرحلة الثالثة
مرحلة التنظيم الواحد
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 وعلى طريق سيطرتها على
الحكم وتثبيته من اجل استتباب الوضع واستقراره للثورة وكان لمجلس الثورة يرى أنه
لابد من إلغاء الأحزاب فقامت بإصدار قرار بحل الأحزاب وإلغائها في 18 يناير عام
1953
· هيئة التحرير
وتم في نفس الشهر الذي تم فيه إلغاء الأحزاب وحلها أعلن
عن إنشاء تنظيم هيئة التحرير فى 23 يناير 1953 وحدد ميثاق هيئة التحرير أهدافها
وكانت أهم الأهداف التي وضحها ميثاق إعلان هيئة التحرير
·
تحقيق الأهداف والمصالح السياسية للشعب
·
كفالة الحقوق والحريات الاساسيه من الناحيتين السياسية
والاجتماعية
·
تبصير المواطنين بواجباتهم وحثهم على التضامن والتضافر
والعمل المنتج للنهوض بتبعات الإصلاح
وأخذت هيئة التحرير لنفسها شعارا
( الاتحاد ـــ النظام ــ العمل )
واستمرت هيئة التحرير في محاولة لملئ الفراغ السياسي في
غياب الأحزاب السياسية بعد قرار إلغائها ولم تنجح حتى تم إلغائها في 2 ديسمبر 1957
· تنظيم الاتحاد القومي
تم أنشاء تنظيم الاتحاد القومي بناء على ما ورد في
المادة / 192 من دستور 1956 التي تنص على أن يكون المواطنون اتحادا قوميا للعمل
على تحقيق الأهداف التي قامت من اجلها الثورة وحث الجهود لبناء ألامه بناء سليما
من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية
وقد عرفت اللجنة التنفيذية للاتحاد القومي بأنه , تجمع
المواطنين الحاكمين منهم والمحكومين ـ مجتمعين على تحقيق هدف واحد هو المجتمع الاشتراكي
التعاوني
ولكن حدث انفصال سوريا عن مصر عام 1961 وقد تبين وقتها إن
قادة الانفصال كانوا جميعا من قادة الاتحاد القومي في سوريا ( الإقليم الشمالي )
مما حد بالرئيس جمال عبدا لناصر إلى النظر في معاير التنظيم الواحد ... خاصة على
ما يتعلق بالأفكار والتنظيم والمواقف
· الاتحاد الاشتراكي العربي
بعد واقعة انفصال سوريا عن مصر صدر الميثاق الوطني في
مايو عام 1962 وحدد الميثاق أساس نظو المجتمع
وحدد قواه الرئيسية في ( العمال والفلاحين والمثقفين والجنود والرأسمالية
الوطنية وذلك إن تلك القوى هي القادرة على مواجهة القوى الرجعية وعلى مواجهة أعداء
الشعب
وتحدث الميثاق الوطني عن الوحدة الوطنية التي يتضمنها
تحالف قوى الشعب العاملة هي التي تستطيع أن تقيم الاتحاد الاشتراكي العربي ليكون
السلطة الممثلة للشعب والدافعة لإمكانيات الثورة والحارثة على قيم الديمقراطية السليمة
وصدر قانون الاتحاد الاشتراكي العربي في 8 ديسمبر عام
1962 ليحدد طبيعة هذا الاتحاد باعتباره الطليعة الاشتراكية التي تقود الجماهير
وتعبر عن إرادتها وتوجه العمل الوطني وتقوم بالرقابة الفعالة على سيره في خطة
السليم في ظل مبادئ الميثاق
وظل الاتحاد الاشتراكي العربي هو التنظيم السياسي الوحيد
في مصر حتى كان الحوار الذي دعا له الرئيس السادات عام 1974 بعد انتصار أكتوبر ..
حول التعدد الحزبي
المرحلة الرابعة
في يوليو 1975 اصدر المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي قرارا
بإنشاء منابر داخل الاتحاد الاشتراكي لتكون منابر للراى
وفى يناير عام 1976 اصدر الرئيس السادات قرارا بتشكيل
لجنة , مستقبل العمل السياسي , برئاسة المهندس سيد مرعى من اجل دراسة موضوع
المنابر ودورها في دعم الديمقراطية واثر ذلك على مستقبل العمل السياسي في مصر
وفى مارس 1976 أصدرت اللجنة توصياتها بإنشاء ثلاث منابر
تمثل الوسط واليمن واليسار ..... وقرر الرئيس السادات بتسمية هذه المنابر التي أوصت
بها اللجنة إلى التنظيمات وحدد الرئيس أسمائها وأسماء أمنائها على النحو التالي
·
تنظيم الوسط باسم مصر العربي الاشتراكي برئاسة ممدوح
سالم
·
تنظيم اليمين باسم الأحرار الاشتراكيين برئاسة مصطفى
كامل مراد
·
تنظيم اليسار باسم التجمع الوطني الوحدوي التقدمي برئاسة
خالد محي الدين
·
وقد خاضت هذه التنظيمات انتخابات مجلس الشعب وحصل تنظيم
مصر العربي على 280 مقعد وتنظيم اليمين 12 مقعد وتنظيم اليسار على مقعدين والمستقلين 48 مقعد
عودة الأحزاب
في نوفمبر عام 1976 اصدر الرئيس السادات قرارا بتحويل
التنظيمات السياسة الثلاثة إلى أحزاب مما يعنى التعددية الحزبية كمظهر اساسى
للعملية الديمقراطية
وفى يونيو عام 1977 صدر قانون الأحزاب السياسية رقم 40
لسنة 1977 ووضع عدة شروط لإنشاء الأحزاب أهمها
·
ضرورة أن يكون من بين مؤسسي الحزب عشرون عضوا من أعضاء
مجلس الشعب
·
عدم تعارض مقومات الحزب أو مبادئه أو أهدافه أو برامجه أو
سياساته أو اساليبة في ممارسة نشاطه مع مبادئ الشريعة الإسلامية باعتبارها مصدرا رئيسيا
للتشريع
·
الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والنظام الاشتراكي
الديمقراطي والمكاسب الاشتراكية
·
حظر قيام أحزاب على أساس طبقي أو طائفي
·
وفى شهر يوليه 1978 أعلن الرئيس السادات عن تشكيل حزب
جديد وهذا الحزب يحمل اسم الحزب الوطني الديمقراطي وقبل أن ينتهي من إجراءات إشهار
الحزب الجديد وتأسيسه أعلن أعضاء حزب مصر العربي
الاشتراكي وفى مقدمتهم أعضاء مجلس الشعب جميعا انضمامهم للحزب الوطني الديمقراطي الذي
أعلن عنه السادات واذاء ذلك أعلن ممدوح سالم
رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي استقالته من رئاسة الحزب
اتفاقية كامب ديفيد
وتحولات حزبية جديدة
بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر عام 1978 ثم
اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في مارس 1979 .... تم حل مجلس الشعب بناء على
استفتاء معاهدة السلام وإعادة تنظيم الدولة في ( ابريل عام 1979 )
وباء على هذا الاستفتاء .. صدر القانون رقم 36 لسنة 1979
والقاضي بتعديل بعض إحكام قانون الأحزاب السياسية حيث نص على عدم انتماء أي من مؤسسا
آو قيادات الحزب أو ارتباطه آو تعاونه آو مناهضه للمبادئ التي وافق عليها الشعب في
الاستفتاء على معاهدة السلام وإعادة تنظيم ألدوله
أحزاب الإحكام القضائية
نظرا لرفض لجنة الأحزاب لعدد من الطلبات بإنشاء أحزاب جديدة
فقد اتجه مقدمي الطلبات إلى القضاء لإنشاء هذه الأحزاب وقد انتصر القضاء المصري
لعدد من هذه الطلبات وكان أول هذه الطلبات لحزب الوفد الجديد عام 1983 ثم عدد أخر
من الأحزاب على النحو التالي
·
في عام 1991 أصدرت دائرة الأحزاب بالمحكمة الإدارية إحكامها
بالموافقة على قيام ثلاث أحزاب هي
· (1)
حزب الحق المصري
· (2)
حزب الاتحاد الديمقراطي
· (3)
حزب مصر الفتاه
ثم حكم بتكوين الحزب العربي الديمقراطي الناصري بتاريخ
20 ابريل عام 1992
وفى مارس عام 1992 أيد القضاء الادارى قيام حزب الشعب الديمقراطي
وفى مايو عام 1993 أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكما
بقيام حزب العدالة الاجتماعية ثم حكم أخر بقيام حزب التكافل الاجتماعي
ثم وافقت لجنة الأحزاب في فبراير عام 2000 على تأسيس حزب
جديد تحت اسم الوفاق الوطني واعقبة الموافقة على حزب الغد
المرحلة الخامسة
أحزاب مابعد الثورة
مع ثورة يناير كانت بداية مرحلة جديدة من العمل السياسي الحزبي
وهى مرحلة إنشاء الأحزاب بدون قيود ثم إزالة كل القيود والضوابط والشروط التي
صاحبت المرحلة من قرار السادات بإنشاء الأحزاب وحتى ثورة يناير 2011 وإنشاء الأحزاب
بمجرد الإخطار
وفى هذه الفترة أصبح في مصر أكثر من 106 حزب منهم
·
عدد 24 حزب قبل إحداث يناير 2011
·
عدد 22 حزب تحت مازالوا التأسيس
·
عدد 32 حزب مجمد ( آما لوفاة رئيسة أو وجود نزاعات
قضائية أو لهروب رئيس الحزب للخارج )
·
عدد 9 أحزاب مقراتها الرئيسية بالإيجار
·
عدد 72 حزب لم يعقد مؤتمر عام واحد لحزبه
·
عدد 76 حزب لم يخوض اى انتخابات
·
عدد 1 حزب رئيسة أمراه ومشهر بشقة الزوجية
الأحزاب المصرية وتجربة التنظيم الواحد
موقف الأحزاب المصرية
وواقعها بعدما مرت أكثر من خمسون عاما كاملة على قرار عودة الأحزاب للحياة
السياسية المصرية .. مقيدة كانت ببعض الضوابط وكذلك بعدما مرت أكثر من عشرة أعوام
كاملة على رفع كافة القيود والشروط والضوابط المقيدة لإنشاء الأحزاب نستطيع أن
نقول انه لم تعود للأحزاب السياسية نفس القوه أو التأثير الجماهيري أو حيز
الاهتمام الشعبي لدور هذه الأحزاب في الحياة السياسية كما كانت في الفترة من 1924
حتى 1952
بل نستطيع أن نقول أنه
برصد تجربة التنظيم السياسي الوحيد خلال الفترة من 1953 حتى عام 1976 والتي شهدت
ثلاث تجارب لثلاثة تنظيمات سياسية
وهى تجربة هيئة التحرير
الأولى ثم تجربه الاتحاد القومي الثانية ثم تجربة الاشتراكي العربي وهى تجارب تحمل سمتين رأسيتين
ألسمه الأولى : اثر
تنظيم واحد في الحياة السياسية المصرية يجرم ويحاكم أي مشروع لاى تنظيم سياسي أخر
تحت أي مسمى وبأي شكل
السمة الثانية : إن
رئيس هذا التنظيم هو رأس الدولة أي رئيس الجمهورية
ثم برصد تجربة نشأه الأحزاب
في مرحلة الأحزاب المقيدة بشروط .. أو الأحزاب التي أنشأت بعد رفع كافة الشروط
والقيود
·
حزب مصر العربي الاشتراكي في الفترة من 1976 حتى 1978
·
الحزب الوطني الديمقراطي في الفترة من 1978 حتى 2011
·
حزب الحرية والعدالة في الفترة من 2012 حتى 2013
نجد إن هناك تواصل واضح
بين الأحزاب الحاكمة وأجهزة الدولة المختلفة .. كان هذا واضحا في فترات التنظيم السياسي
الوحيد وكان هذا واضحا في فترات الحزب الحاكم خلال كافة المراحل التي اشرنا إليها
للحزب الحاكم سواء في فترات التصريح للأحزاب المقيدة بشروط أو فترات الأحزاب المشهرة
دون اى شروط أو قيود ...
وكان التداخل واضح وجليا
خاصة في أخر تجربتين للانتخابات النيابية وذلك في إعداد قوائم لنظام القوائم
تقسيم جمهورية مصر
العربية إلى أربعة دوائر الحزبية والمؤتلفة بالطبع
أنه أصبح لا أمل لاى
حزب منفردا أو مؤتلف في الحصول على الأغلبية التي تمكن من تشكيل حكومة تمكنه من
السلطة
وأصبح لكل راصد أو محلل
أو متابع للحركة السياسية إننا إمام جماعات للمصالح ولسنا إمام أحزاب سياسية
واللافت للنظر انه هناك
نظره سلبيه وريبه من المواطن العادي للأحزاب .. وما زالت الاغلبيه العظمى من
المواطنين عازفه تماما عن المشاركة الحزبية والمشاركة السياسية
وبعد رفع كافة القيود
على إنشاء الأحزاب وبعد أن أصبح لدينا أكثر من مائه حزب فشلوا جميعا في إقناع
المواطن المصري باهميه المشاركة الحزبية والسياسية في العمل الحزبي
اعداد / الاستاذ ابراهيم ابوهاشم
رئيس المجالس الشعبيه والمحلية السابق بالسويس